في الليلة المظلمة، تبكي ابنة صغيرة بكاء شديدا
بالصريخ يزعج الجار حول بيتها والمطر ما زال ينزل غزيرا وتكرارا مع العاصفة
الرعدية. والساعة تدل على الواحدة والربع. أمها محيرة على بكاء بنتها المتوالي بين
أن ترعيها أو تقتلها أو ترميها في مكان ما ثم تتركها فيه منفردا. وأما أبها
فيتركهما في الكوخ القبيح دون مؤنة وبتات. يا لها من صفة دميمة ! لأنه يريد أن تلد
زوجته ابنا منذ قديم الزمان ولكن الآسف، ولدت ابنة. حتى ندم وكأنه لا يقبل على
التقدير المكتوب في اللوح المحفوظ. ولكن الله يشجعها كي تكون صابرة على ما أصابها،
هو الرحمن الرحيم يمنّ على عبده المطيع.

فذات يوم، يقامر مع أصدقائه قمارا كبيرا كما يلعب
عادة. ومن الآسف، هذا الرجل مغلوب في تلك اللعبة لأنهم يغشونه بلا معروف. ثم يرجع
إلى بيته حزينا شديدا كأنه في شكى الموت، لا رجاء في فكرته كيف يعيش في هذه الدنيا
دون مال ؟. وزوجته لاتستطيع أن تعطي أيت نصيحة له لأن المصيبة قد وقعت في خارج
قدرتها. فكان حياتهما عيشة ضيقة لا بصيص فيها من الهداية والعناية. حياته المملوءة
بالأموال قد نفدت في قليل من الوقت.
No comments:
Post a Comment